هكذا يمر يومي

Attempting to conceptualise an existential crisis in Arabic.

هكذا يمر يومي

هكذا تمر الثواني و الدقائق و الساعات

تتداخل ببعضها البعض

تصبح لحظة واحدة مطولة

لحظة واحد لا تنتهي

فتأتي الشمس لتصبح علي

و ثم يلحقها القمر بدقائق

فهو ايضا اتى ليمسي

اتى ليقول لي ان اغمض عيناي

اتى ليشجعني دخول عالم الاحلام

"تنفسي يا ابنتي، و اغمضي هاذان الاسودان"

و انا انظر اليه من وراء باب من زجاج

اراه يحدثني و لكنني لا اسمعه.. او بالأحرى لا اريد ان اسمعه

هكذا يمر يومي

فمن مر علي ظنني جثة تنتظر الرجوع لتربتها

و يا ليتني كنت كذلك

فإن الجثة لديها وجهة، لديها علمٌ عن ما هو قادم لإستقبالها

سمعت صوت امي

"اخذتي الفيتامين؟

لا تنسي ان تتمشي"

نظر إلي أبي من خلال شاشةٍ مشوشة

"كيفك بابا؟

بس ما بدنا اياكي تحسي انك بالغربة لحالك"

ابتسمت ابتسامة الناكر للجميل

و شكرته شكر اللئيم

فهذا هو قدري، انت الفلسطيني و هنا هو وطنك. في الغربة تربتك. في الغربة شعبك. في الغربة قضيتك.

أظننت انك ستجد نفسك؟ اذا هربت و ضليت تحرق قدميك ركضا وراء حلمٍ متهافتٍ مشتت؟

فهي نفسك هنا، في الضوضاء هنا، في المنفى هنا.

فهذا هو المقدور، و العلم عند الله. ان تبقى تبحث عن نفسك انت ايها المطرود من نفسك، المطرود من اصلك، المطرود من ارضك.

فسواء كُنت هنا ام كُنت هناك، فأنا في الغربة يا بابا.

و سأترك حلم البحث عن النفس ورثتاً لمن بعدي، فقد باع اجدادي اعمارهم بالبحث عن هذا الكيان، فمن انا لأجده؟

الإرث هو الضياع و الجواب هو البحث…

و لكن في هذه اللحظة سأضل تلك الجثة البائسة، انتظر معرفة مصيري

و ها قد اتت الشمس لتصبح علي

فهكذا يمر يومي