Ola Yousef
Here are some of my movie reviews & criticism for the Arab Academy's Magazine.
ملخص الرواية
تبدأ الرواية بعودة الراوي أو السيد "نون" إلي بلاده "السودان" بعد رحلة طويلة في الغرب "لندن" في منحة دراسية ليجد أن كل شيء مازال كما هو ويصف مدي حنينه لتلك القرية التي ترعرع بها حتي يكتشف شخص مغمور لم يكن يره في القرية من قبل ليسأل عنه ويعرف أنه جاء إلي البلاد منذ خمس سنوات حتي يتشكل عند الراوي علامة استفهام تجاه ذلك الرجل وهو بطل الرواية حيث لا يعرف أحد الكثير عنه. فتبدأ رحلة البحث عن ما وراء هذا الرجل. من أين جاء؟ وماذا كان يفعل قبل مجيئه إلي قريتهم؟
تدور أحداث الرواية حول قصة هذا الرجل وهو مصطفي سعيد، له نفس ظروف الراوي ولكن كل منهم سلك طريقاً مختلفاً. طريقاً أودي بهم إلي مصائر مختلفة. فهناك رجلان في هذا العالم. رجلٌ يجد دفيء الحياة في العشيرة ورجلٌ يحن إلي الشمال والسقيع. فقد توفرت الفرصة لمصطفي سعيد لأن يسافر بحصوله علي منحة دراسية إلي بريطانيا فسرعان ما انبهر بصخب الحياة وتخلي عن عاداته وتقاليده وخلع عباءة هويته وخاصة فيما يتعلق بالنساء وكان يجد في ذلك الإحساس بالإشباع النفسي والأخذ بالثأر من الغرب في شكل الانتهاك الجسدي للمرأة الغربية حتي يتورط في قضية قتل ويسجن إثرها سبع سنوات ويعود أدراجه إلي مسقط رأسه في إحدي قري السودان وكله شوق وحنين لبلاده ولكن دون أن يكره بريطانيا والحياة في الغرب فظلت في مخيلته وبداخله شعلة مضيئة لكل ذكرياته هناك وظل الحلم الأوروبي يناديه وظل الشمال نداهته التي أودت به إلي الإنتحار في النهاية
رسم الشخصيات: "النساء في الرواية"
أري أن معظم شخصيات الطيب صالح، شخصيات رمزية، ترمز لشيء ما بعينه. فهناك شخصيات ترمز للجنوب والشرق مثل الراوي ومصطفي سعيد وأهل القرية أجمعين وهناك شخصيات ترمز إلي الغرب والشمال مثل ميسز روبنسون وجين مورس وإيزابيلا سيمور وآن همند وشيلا غرينود فهم يمثلون الشمال والسقيع. فكرة الأنثوية في الرواية هي فكرة محورية. فالأنثي في الرواية تمثل الشرق وترمز إليه فهي المتمردة وطالبة الحرية والخلاص من كل القيود التي تقيدها دون جدوي ودون أن تعلم السبب فهي ضحية العادات والتقاليد ولكن من يفكر أن يرغمها علي شيء فليحتمل العواقب وليلقي مصيره بيديه. فهي المرأة العربية الأصيلة التي تختار شريك حياتها عن قناعة وترفض أن تكون ضحية الأعراف وأيضاً ترفض أن تقبل رجلاً آخر بعد غياب زوجها. المرأة العربية التي يتمثل فيها الأصل والصبر علي المحنة والبلاء والتي ترضي بظروف زوجها ومعه في السراء والضراء فحُسنة بنت محمود، زوجة مصطفي سعيد ، تعد نموذجاً حياً يحتوي علي كل هذه الصفات السابقة. المرأة الوفية التي قبلت الزواج من رجل غريب، عاشت له ولأولاده بالرضا والقبول رغم مشكلاته النفسية التي فعلت بها ما فعلت. فأبت أن تكون لغيره بعد مماته لكنها تمنت فقط أن تعيش أماً وأباً للولدين
في رأيي، أنا لا أشعر تجاه ود الريس بالرثاء فيما يتعلق بقتل حسنة له وطعنها له أكثر من عشر طعنات بالعكس فأري أنها ضحية العادات والتقاليد. فالجميع في القرية يري أن حسنة هي من فعلت المصيبة ولم يفكروا للحظة أن حسنة كانت رد فعل وليس فعلاً. فكلٌ كان يراها المخطئة. فحسنة قد أُجبرت علي الزواج من ود الريس، الرجل الذي أراد مرأة لا تطيقه ولا تريده ومع ذلك كان بلا كرامة وأصر علي الزواج منها حتي إن كان غصباً .. فله ما أراد
"وبعد مدة طويلة قال: بعد إسبوع أو عشرة أيام من سفرك، أبوها قال إنه أعطي ود الريس وعداً. عقدوا له عليها. أبوها شتمها وضربها وقال لها: تتزوجينه رغم أنفك". "وكلمت أباها فقال إنه لن يصبح أضحوكة، يقول الناس ابنته لا تسمع كلامه" (الطيب 1969) فكان ما كان وكانت حسنة هي الضحية. ومع ذلك في رأيهم أن عليها الخضوع والسمع والطاعة وعليها ألا تبدي رأيها فقط تنصاع للأوامر. وبعد ما فعلته حسنة في ود الريس، نحن لا نبرر فعلتها الشنعاء ولكن ذلك كان إثر ما حدث لها. فيري أهل القرية أنها لعنة وأن ما فعله ود الريس بها من حقه فهو الزوج والرجل
"لعنة الله علي النسوان. النسوان أخوات الشيطان. ود الريس. ود الريس" (الطيب..1969)
وقالت بنت مجذوب:" الفعل الذي فعلته بنت محمود لا يجري به اللسان. شيء ما رأينا ولا سمعنا بمثله لا في الزمن السابق ولا اللاحق". فكل من يقص ما حدث يعلق فقط علي فعلة بنت محمود الشنعاء ولم يعلقوا علي ما فعله بها ود الريس ولكن يقصوه كأنه كمالة الاحداث او تفاصيل ليست مهمة
"بنت محمود ثوبها ممزق وسراويلها. هي الاخري عارية. كان البرش الأحمر يعوم في الدم ورفعت المصباح. وجدت بنت محمود معضوضة ومخدشة في كل شبر من جسمها. بطنها. أوراكها. رقبتها. عض حلمة نهدها حتي قطعها. الدم يسيل من شفتها السفلي. لا حول ولا قوة إلا بالله. ود الريس مطعون إثر أكثر من عشر طعنات" (الطيب 1969) كان هذا تعليق بنت مجذوب علي الحادث لكنها لم تتأثر إلا عندما ذكرت ود الريس وماحدث له. فالجميع يري حسنة المخطأة بينما ود الريس هو الزوج والرجل ويحق له ما يشاء وعلي ذلك كانت حسنة ضحية أعراف وفتاوي القرية
إن تلك الصفات التي أودت بحسنة إلي ذلك المصير لم تكن جديدة عليها منذ زواجها بمصطفي سعيد لكنها كانت وليدة بداخلها. فهي منذ صغرها لم تهتم بالفروق بين الجنسين ففي رأي محجوب صديق الراوي:" هل تذكرها وهي طفلة شرسة تتسلق الشجر وتصارع الاولاد، كانت وهي فتاة تسبح معنا عارية في النهر" ولكنها بعد زواجها من سعيد قد اكتسبت جوانب أخري في شخصيتها فصارت "كنساء المدن" حتي أنها تجرأت وطلبت ان يتزوجها الراوي لتتقي عواقب زواجها من ود الريس لكنها هوجمت حتي بعد مماتها فقالت أم الراوي له" ماذا كان بينك وبينها؟ جاءت لأبيك وقالت له بلسانها: قولوا له يتزوجني. يا للجرأة وفراغة العين. نساء آخر زمن" فلم تكف الاقاويل عنها حتي بعد مماتها فقد شكوا في وجود علاقة تجمعها بالراوي حيث طلبها بالزواج به واهتمام الراوي ذاته بحالها واولادها. فذلك هو الشرق وتلك هي عاداته وتقاليده
أما في شخصية والدة البطل، فتظهر القوة الحقيقية في المرأة التي غاب عنها زوجها فلم توصل مشاعرها الداخلية لولدها و آثرت الصمت والكتمان. فنراها لا تبدي اي نوع من العطف او الحنو تجاه ولدها حتي عندما اخبرها بأمر التحاقه بالمدرسة او بأمر سفره إلي القاهرة فإنها دائماً تحاول اخفاء مشاعرها حتي أنها تري في العناق ضعف ظناً منها أن الحنان سيفسده ويجعله غير قادر علي مواجهة الحياة لكنها لم تعلم أن ذلك سيجعله بلا مشاعر ولا يحس بشيء. لا يحزن ولا يفرح. حتي إنها لم تعبر عن رأيها بشأن سفره وإنما نسبت قبول القرار لأبيه " لو أن أباك عاش ما اختار لك غير ما اخترته بنفسك، افعل ما تشاء، سافر أو ابق ، انت وشأنك، إنها حياتك وأنت حر فيها" (الطيب 1969) ولكن مصطفي سعيد بقي علي هذا الحال. جليد بلا مشاعر. " جمعت متاعي في حقيبة صغيرة وركبت القطار، لم يلوح لي احد بيد، ولم تنهمر دموعي لفراق أحد" (الطيب 1969) حتي بعدما وجد أحد يهتم لشأنه ويظهر تجاهه بعض المشاعر. لم يبالي فقد تأقلم مع تصلب المشاعر وأصبح جزءاً منه. فقد قابل مسز روبنسون وزوجها وقد اهتموا به وساعدوه علي السفر إلي لندن فلم تدق مشاعره وقلبه إلا للندن"
" رأيتها من بعيد وهي تلوح لي بمنديلها، ثم تجفف الدمع من عينيها" "إلا أنني لم أكن حزيناً، كان كل همي أن أصل لندن" (الطيب ص27) ومن هنا ولد احساس الرغبة في الشمال والإرادة في الانتماء اليه مهما كانت الجزور جنوبية وذلك ولد بداخله منذ معاملة أمه له المجردة من المشاعر والانتماء فبقي علي ذلك الحال مثل الشمال البارد فهو جدير بأن ينتمي إليه فالسقيع في الشمال يشبه سقيع قلبه ومشاعره
تناول الطيب واحتواء روايته علي المرأة الأوروبية كعنصر أساسي يرمز إلي الصراع بين الشرق والغرب مع اختلاف وجهات النظر فيما يخص ذلك الصراع. حيث تحمل مسز روبنسون رمزية اوروبا التي يتمناها الجنوب وتحمل النظرة التي يتمني الشرق ان ينظر الغرب له بها. مسز روبنسون تمثل اوروبا دون طبقية. دون استعباد وكراهية وانتقام. فتلك المرأة وقفت بجانب مصطفي سعيد كثيراً وعاملته كأبنها حتي النهاية منذ أن رأته في القاهرة وحتي المحكمة بعد قتله لجين مورس
يكشف لنا الطيب عن جانب اخر في علاقة الشرق بالغرب من خلال علاقة مصطفي سعيد بمسز روبنسون فقد علمته حب الموسيقي والشعر لكنه لم يكن يستمتع بأي شيء ولا يستطيع ابداً ان ينسي عقله كما قالت له. فهنا الشرق متمسك بالعقل ولا يسمح للفن ان يشغله عن التفكير بينما الغرب هو الذي يُسحر بالموسيقي والشعر. فهنا تظهر العلاقة المتوترة بين الشرق والغرب
آن همند، تمثل الغرب ولكنها كانت عكس سعيد في حنينها للمناخات الاستوائية والشموس القاسية وكان يمثل هو لها رمزاً لكل هذا الحنين الذي لم يفتقده هو شخصياً فهو يعشق الشمال والسقيع. كان لا يراها سوي رمزاً للاحتلال البريطاني علي السودان فكانت ابنة أحد ضباط الجيش فكان لا يري في علاقته بها سوي أنها معركة يجب أن يكون هو المنتصر فيها ويرفع علم بلاده علي أرض الغرب. فمن خلال آن همند استطاع سعيد ان ينزل انتقامه القاس بالشمال والغرب المحتل. ولم يشعر أبداً بالرثاء تجاهها ولم يزده شغفها به وبالقارة السمراء التي جاء منها إلا رغبة زائدة فوق رغبته في الانتقام والتفشي حتي تحقق له ما أراد فقد وجدوها منتحرة بالغاز تاركة ورقة بها عبارة "مستر سعيد.. لعنة الله عليك" فآن همند لا تقصد بقولها "اللعنة" إلا وعوده الملعونة والمزيفة لها فقد وعدها أن يتزوجها زواجاً يكون جسراً بين الشمال والجنوب لكن الجسر أصبح رماداً
فمن المستحيل أن يشيد الجسر وكانت همند هي ضحية ذلك المشروع لكنها شروط اللعبة كما قال والدها في المحكمة. " إنه لا يستطيع أن يجزم. هذل هو العدل وأصول اللعب كقوانين الحرب والحياد، هذه هي القوة التي تلبس قناع الرحمة " (الطيب 1969)
علاقة شيلا غرينود بمصطفي سعيد تمثل الصراع الكامل بين الشرق والغرب فهي فتاة قروية ساذجة لا تجارب لها في الحياة فكانت صيداً يسيراً فقد اغراها بالهدايا والكلام المعسول. " دخلت غرفة نومي بتولاً بكراً وخرجت منها تحمل جرثوم المرض في دمها" (الطيب ص34) فكان مصطفي سعيد بمثابة وباء انتشر في بلاد الغرب وكل من تدخل غرفة نومه تصيبها تلك العدوي. ورغم كل تلك الظروف لم يشعر سعيد تجاه شيلا بالشفقة ولم يفكر في التراجع عن نواياه فظل يراها كمن قبلها، نموذج للاستعمار الذي يجب ان يفشي غليله منه ويرفع راية الانتصار. حقاً فالأبرياء هم من يدفعون الثمن في النهاية. لا انسانية تجاه العدو ولا رحمة بالضعفاء حتي في ظروف الحروب والمعارك
تجمع حالة وظروف إيزابيلا سيمور مابين ظروف مسز روبنسون وظروف شيلا غرينود فهي أيضاً صورة نبيلة للغرب فكانت حياتها ناجحة ومستقرة حتي اصيبت بمرض السرطان وحدث كل هذا الخلل. فهي صورة الغرب دون انتقام دون تكبر ودون استعمار واستعباد ولكنها ليست بمعزل عن الانتقام مثلما حدث مع شيلا غرينود حيث إن لا أحد ناج من عواقب الظلم والكل سيدفع الثمن حتي أفضل النماذج
جين مورس، فهي المرأة الوحيدة التي أوقعت الفرس في شباكها وبعد تلك الانتصارات المتتالية تأتي النكسة لتعود صورة الغرب المستعمر والمتغطرس من جديد في صورة امرأة من نسل الشيطان تدعي جين مورس. فهي حقاً غير من سبقوها فلم ترض ابداً أن تكون جارية مثل همند أو تعيش دور العاشقة الولهانة مثل غرينود أو الراهبة والراضية بغروره كإيزابيلا سيمور. فقد اختارت جين منذ البداية ان تكون المسيطرة وعزمت أن تكسب الحرب هذه المرة. فقد اخضعته لها باحتقارها وقسوتها عليه حتي لم يستطع هو السيطرة عليها ولا تنفيذ خطته في الانتقام من الغرب فيها. فكانت تقايضه وتخيره بينها وبين أغلي ما يملكه.. المزهرية والمخطوط النادر والمصلاة الحريرية الاصفهانية.. وكان يختارها ومع ذلك لم ينلها. وهذا المشهد شديد العمق حيث يصور الغرب في محاولته لمحو الشخصية العربية وحضارتها وتراثها في مقابل وعود لا تتحقق. ومن جانب اخر فمصطفي سعيد يمثل الغالبية العظمي من الرجال في وقتنا الحالي فلم يستكين ولم يخضع إلا لمن تريه الإهانة والذل. ففكرة انه لا يستطيع نيلها تجعله يتغاضي عن خيانتها وافعالها الشاذة. وفي النهاية قد استسلمت جين مورس لمصطفي سعيد بعد أن دفعته إلي قتلها أثناء العلاقة الحميمة وقد كان. فذلك يفسر رؤي العالم أن الشرق يستحق مصيره ولكن من الذي جلب هذا المصير فإن قتل سعيد لمورس يؤكد أن لا طريق للتخلص من الاستعمار إلا بالخسارة الدموية وأي محاولة غير الدم سوف لا تجدي نفعاً. فسجن مصطفي سعيد لمدة سبع سنوات هو الثمن الذي كان عليه دفعه دون مجادلة
بنت مجذوب هي نموذجاً لذوي الوجوه المكشوفة في مجتمعاتنا العربية. فهي تتواجد في مجالس الرجال وتتعامل مثلهم ولا تجد حرج ولا حياء في الحديث عن ازواجها الثمانية والمفاضلة بينهم حتي تتوصل إلي أفضلهم وتعينه كبيرهم وهو "ود البشير" فلا أحد يأتي قبله ولا بعده. ومع ذلك، فإنها لا تجد في نفسها شيء غريب بل وربت بناتها أيضاً علي ذلك النهج. الجميع يعرفها ويتقبلها علي هذا الحال. فبنت مجذوب ترمز إلي صرخة حقيقية تجاه الامراض النفسية في مجتمعاتنا العربية فهي صرخة ضد النفاق والتجمل الزائف وتمثل أيضاً دعوة للتحلي بالشفافية والصراحة
"الرجال في الرواية"
الراوي في الرواية أو السيد "نون"هو لسان حال الكاتب وهو مراقب الاحداث وشاهد عليها لكنه ليس جزءاً من الصراع الذي يواجهه مصطفي سعيد. فعدم تسمية الراوي هو تكنيك أوأداة فنية استخدمها الطيب كي يعمم حال الراوي لكن التسمية في حد ذاتها تخص. فعدم التسمية ترمز إلي وجود الكثير من امثلة الراوي من السودانيين الأسوياء بعكس مصطفي سعيد فيمكن تسميته أن تنم علي أن سعيد في هذا الشرق نادر. فالبطل والراوي لهما نفس الظروف تقريباً فكلٌ منهما سوداني وكلٌ منهما انتقل في بعثة دراسية إلي الغرب ومع ذلك كلٌ منهما سلك طريقاً مختلفاً اودي بهما في النهاية إلي مصائر مختلفة. فمصطفي سعيد يمثل قلة من المهاجرين إلي الشمال لكن الراوي يمثل الغالبية العظمي لذا لم يسميه الكاتب حتي يضفي عليه التعميم والرمز للغالبية الذين لم يفعلوا كما فعل البطل ولم ينخرطوا في ذلك الصراع الثقافي مع الغرب. الراوي يمثل الشرق والجنوب وايضاً مصطفي سعيد يمثل ذلك ولكن كلٌ بطريقته. فالراوي يحن ويرضي بقريته ويفتخر بكونه منتمياً إلي تلك الجزور حتي بعدما سافر إلي لندن فلم يتأثر بإغوائتها فكان يتعامل معها من السطح و قد اتخذها محطة للتعلم وتلقي الشهادة العليا ثم عاد وكله حنين واشتياق إلي قريته وأهله وفي نهاية الرواية يوقن أن مكانه الأصلي هو الجنوب وقريته علي ضفاف النيل
مصطفي سعيد يمثل الشرق أيضاً فهو رجل سوداني وجزوره أفريقية لكن لم يحتاج الكثير حتي يخلع عباءة هويته وتوائم مع الحضارة الغربية وبعدما حدثت له الكارثة وسُجن سبع سنوات إثرها، عاد إلي مسقط رأسه ولكن بداخله شعلة حنين إلي الماضي وإلي ذلك الشمال البارد فلم ينساه ولم يكرهه حتي بعدما حدث. وظل التمني في قلبه إلي ان يعود وقد احتفظ بكل مقتنياته الغربية في غرفة صغيرة في منزله بالقرية فتلك الغرفة تمثل حنينه الغربي وعدم نسيانه اياه. فهو جنوبي يهوي الشمال والسقيع ويري في علاقته بنساء الشمال وسيلة لغزو العالم والانتقام من ذلك الغرب المستعمر وهي رؤية غير طبيعية لنفسية غير سوية
"إنني جئتكم غازياً في عقر داركم. قطرة من السم الذي حقنتم به شرايين التاريخ" (الطيب ص87)
الجد منصور، جد الراوي وكبير القرية، رجلٌ في كامل نشاطه مع إنه اقترب علي عامه المائة. يمثل الجانب المتدين والرزين في القرية فبالرغم من ظروفه وأنه يعيش بمفرده بعد غياب زوجته فلم يفكر بغيرها ولم يفكر في امتاع نفسه بدخول امرأة في حياته فهو يحترم سنه ويؤثر أن يظل في صورته الوقورة مع إنه يظل في كامل صحته
" هذا وجه العجب أنه عاش أصلاً رغم الطاعون والمجاعات والحروب وفساد الحكام وها هو ذا الآن يقترب من عامه المائة. أسنانه جميعاً في فمه. عينان صغيرتان باهتتان تحسب انهما لا تريان ولكنه ينظر بهما في حلكة الليل. جسمه الضئيل منكمش علي ذاته، عظام وعروق وجلد وعضلات، وليست فيه قطعة واحدة من الشحم، يقفز فوق الحمار نشيطاً، ويمشي في غبش الفجر من بيته إلي الجامع" (الطيب ص68)
قد ذكر الراوي ذلك وقال أن من المعروف عنهم في القرية أنهم قوم لا يتزوجون علي نسائهم فيكتفون بواحدة علي عكس ود الريس الذي كان لا يري في الزواج سوي المتعة الجسدية. فلم يفكر في شخصية وحال المرأة التي يتزوجها بل كان يعنيه أكثر مفاتنها ومميزاتها الجسدية حتي يكل ويمل ويشرع في البحث عن غيرها. ود الريس يمثل معظم الرجال الشرقيون الذين لا يعرفوا من الدين إلا أن لهم مثني وثلاث ورباع فبالرغم من شيبه لكنه مازال يبحث عن عروس أحلامه ويمشي في القرية متباهياً بقواه الجنسية وأنه أفضل من الراوي الشاب في ذلك الأمر
"علي أية حال، أنا في يومنا هذا أنشط واحد فيكم، وعليّ اليمين، بين فخذي المرأة أنا أنشط من حفيدك هذا" (الطيب ص76) فهو لا يهمه إلا استعراض قواه الجسدية دون خشية والجميع يعلم ذلك. " أنت يا ود الريس راجل مخرف، عقلك كله في رأس ذكرك ورأس ذكرك صغير مثل عقلك" (الطيب ص76) كان هذا رأي بنت مجذوب ورأي القراء فيما اعتقد. فيظل ود الريس تناديه نداهته وهي الجنس حتي تودي به في النهاية إلي مصيره المحتوم. فقد طارد حسنة بنت محمود وأصر علي الزواج بها مع إنها في سن ابنته ومع انها ترفضه ولا تطيقه وللحظة تذكر العادات والتقاليد ليستنجد بالأعراف ويشكي لمحمود والد حسنة حتي يغصبها علي الزواج بذلك الشيخ. وفي حالة مصرع ود الريس، الجميع في القرية يري جريمة بنت محمود الشنعاء ولم يروا ابداً ما فعله بها، فطبقاً للأعراف والتقاليد فهو الرجل وهو الزوج الذي يحق له ما يشاء لكن رأوه هو الضحية ودعوا له بالرحمة ،ونعوا ضحية مكر النساء
محجوب، صديق طفولة الراوي. في مثل سن الراوي وعاشا طفولتهما سوياً وكانا يجلسان علي درجين متلاصقين في المدرسة الأولية لكنه كان اذكي من الراوي وبعد الانتهاء من مرحلة التعليم الأولي، اختار محجوب ان يتوقف عن التعليم بحجة ان هذا القدر من التعليم يكفي القراءة والكتابة والحساب ففضل أن يكون مُزارع كوالده وأجداده. فدائماً ينظر محجوب للراوي أنه أفضل منه وفي مكانة أحسن منه لكن للراوي رأي اخر. " أنت الذي نجحت لا أنا، لأنك تؤثر علي الحياة الحقيقية في القطر أما نحن فموظفون لا نقدم ولا نؤخر. الناس أمثالك هم الورثاء الشرعيون للسلطة" (الطيب 1969)
محجوب يحب أخبار الخرطوم خاصة أخبار الفضائح والرشاوي وفساد الحكام فدائماً هو ناقم علي الحكومة والحكام ويري أن الحكومة تنشغل أكثر من اللازم بأمر الخرطوم وأن ميزانية الدولة كلها تصرف عليها. لا تخلي مجتماعتنا العربية من شخصية محجوب، فهو ينتقد ويهاجم دون البدأ بنفسه فهو لسان حال الكثير من المواطنين في الوقت الحالي الذين يرون أن الحل يكمن في الآخر وليس فيهم. "ما الفائدة أن يكون لنا ابن في الحكومة ولا يفعل شيئاً"
الأدوات الفنية
استخدم الطيب صالح الكثير من الأدوات الفنية التي تصنع بروازاً للعمل وتحدده في شكل رؤية بعينها وقد تساهم تلك الأدوات في سهولة توصيل المعني الكامن بين السطور للقاريء وأيضاً تُعمق التأثير. اولاً تكنيك الفلاش باك او تقنية الاسترجاع وهي التي تتصل بالزمن العقلي للشخصيات وما تتذكره الشخصية في وقت معين في "الزمن الفعلي" فتلك التقنية تساهم في الدلالة علي شيء معين قد حدث في وقت ما حتي يصل عمق المعني للقاريء وذلك مثل حديث مصطفي سعيد مع الراوي فهو كلما يحكي له عن حدث معين يأخذنا فجأة لزمن وقوع هذا الحدث وتلك هي خاصية الفلاش باك ويشعرنا أن هذا الأمر وقع للتو. فالكاتب يتحرك بخفة وسلاسة بين الأزمنة وهنا تكمن براعة الطيب صالح في التلاعب بالأزمنة المختلفة بين الماضي والحاضر دون شعور القاريء بالشتات مع إن ذلك النوع من الأدب يدعي أدب الشتات
“Diaspora”
ولكن ذلك الاسم يشير إلي شتات الشخصيات بين افكارها وهنا شتات الطيب، كاتب الغربة المتمزق بين الحضارة الشرقية والغربية
عدم تسمية الراوي هو تكنيك أوأداة فنية استخدمها الطيب كي يعمم حال الراوي لكن التسمية في حد ذاتها تخص. فعدم التسمية ترمز إلي وجود الكثير من امثلة الراوي من السودانيين الأسوياء بعكس مصطفي سعيد فيمكن تسميته أن تنم علي أن سعيد في هذا الشرق نادر. فالبطل والراوي لهما نفس الظروف تقريباً فكلٌ منهما سوداني وكلٌ منهما انتقل في بعثة دراسية إلي الغرب ومع ذلك كلٌ منهما سلك طريقاً مختلفاً أودي بهما في النهاية إلي مصائر مختلفة. فمصطفي سعيد يمثل قلة من المهاجرين إلي الشمال لكن الراوي يمثل الغالبية العظمي لذا لم يسميه الكاتب حتي يضفي عليه التعميم والرمز للغالبية الذين لم يفعلوا كما فعل البطل ولم ينخرطوا في ذلك الصراع الثقافي مع الغرب. الراوي يمثل الشرق والجنوب وايضاً مصطفي سعيد يمثل ذلك ولكن كلٌ بطريقته. فالراوي يحن ويرضي بقريته ويفتخر بكونه منتمياً إلي تلك الجزور حتي بعدما سافر إلي لندن فكان يتعامل معها من السطح و قد اتخذها محطة لتلقي الشهادة العليا ثم عاد وكله حنين إلي قريته وأهله أما سعيد فيمثل الشرق أيضاً فهو رجل جزوره أفريقية لكن لم يحتاج الكثير حتي يتوائم مع الحضارة الغربية وبعدما حدثت له الكارثة وعاد بعدها إلي مسقط رأسه كان بداخله شعلة حنين إلي الماضي وإلي ذلك الشمال البارد فلم ينساه ولم يكرهه حتي بعدما حدث. فهو جنوبي يهوي الشمال والسقيع ويري في علاقته بنساء الشمال وسيلة لغزو العالم والانتقام من ذلك الغرب المستعمر وهي رؤية غير طبيعية لنفسية غير سوية
"إنني جئتكم غازياً في عقر داركم. قطرة من السم الذي حقنتم به شرايين التاريخ" (الطيب ص87)
الرموز، فالشخصيات في الرواية لها دلالاتها وما ترمز إليه، فالبطل مصطفي سعيد والراوي وأهل القرية يرمزون إلي الشرق والجنوب بينما النساء الأوروبيات ومسز روبنسون يرمزون إلي الغرب والشمال. مصطفي سعيد يرمز للشرق المنتقم من الغرب ويمثل قلة قليلة من الشرق بينما كانت مسز روبنسون ترمز للغرب النبيل والغرب الذي يتمناه الشرق، الغرب دون احتقار واستعباد ودون استعمار. بينما كان الراوي يمثل الشرق ايضاً ولكن الجزء السوي من الشرق فهو يمثل السودانيين الأسوياء الذين لم يدخلوا ذلك الصراع المميت بين الشرق والغرب. أما جين مورس فتمثل الغرب المستعمر والمتغطرس الذي ليس لديه مشاعر ولا رحمة في الحاق الهزيمة بالعدو ولا سبيل معه بمعاهدات السلام. زواج مصطفي سعيد يرمز لتلك المعاهدة الفشلة والأمل الزائف في السلام فذلك الزواج يمثل اندماج الشرق والغرب وفشله يرمز إلي استحالة هذا الاندماج فالزواج لا يعني اندماج الثقافات. فشل زواج سعيد بجين مورس يرمز إلي استحالة انتعاش العلاقات بين الشرق والغرب وإذابة الفروق فيما بينهم و صعوبة التخلص من النظرة المتغطرسة في أعين الغرب إلي الجنوب
"الشمال والجنوب مازالوا لا يستطيعون قبول "الآخر" ذلك لأن مشاعر العداء أو الاستعلاء مازالت تسيطر علي مواقف الطرفين"
(عزة هيكل ص165)
يمثل الغرب بالنسبة لمصطفي سعيد، نداهته، وهو نفس حال فتحية بطلة رواية "النداهة" ليوسف ادريس فكانت نداهتها القاهرة وأضواءها وإغوائتها. ففكرة النداهة هي من الموروث الشعبي وتتمثل في ذلك الشيء الذي يناديك ويدفعك إلي نهايتك وذلك هو ماحدث بالضبط لمصطفي سعيد وكانت نهايته الانتحار. مصطفي سعيد ظل يصغي لنداء النداهة وهي لندن وفكرة الهجرة إلي الشمال حتي بعدما اشارت له بسبع سنوات سجن إثر ارتكابه جريمة قتل وتلك كانت الاشارة باقتراب نهايته ومع ذلك ظلت لندن تناديه وظل هو يستمع لها حتي انتحر فأي شخص من المهاجرين مثل سعيد سوف تدمره نداهته بأي طريقة كانت
رائحة الصندل المحروق والند هي رمز لشرقية مصطفي سعيد وأيضاً ترمز إلي انتماءه للثقافة والهوية السودانية. وذلك يدل علي أنه ظل في قلبه شعلة تمسك بعاداته وتقاليده بالرغم من عشقه وهيامه بالسقيع والشمال
النيل شهد علي بداية ونهاية رواية الطيب فالبداية علي ضفاف نهر النيل حيث مياهه التي تجري من الجنوب إلي الشمال وتنتهي الرواية علي ضفتي النهرالذي شهد موت مصطفي سعيد من أجل التطهر والخلاص حيث إن النيل رمز لذلك التطهر والخلاص. النيل به دلالات رمزية في الرواية فالنيل يجري من الجنوب إلي الشمال والبطل دائماً ما كان متعلقاً بالهجرة إلي الشمال وبذلك فهو يمشي عكس التياروعكس العادات والتقاليد. يعد النهرصورة بلاغية معبرة عن الصراع الثقافي بين الشمال والجنوب ويتضمن مفهوم النهر فكرة رحلة الإنسان من الجنوب إلي الشمال والعكس. النهر يرمز للحياة لأنه مصدر المعيشة وبدونه لا توجد حياة
النهر هو وسيلة التطهر والخلاص ففي نهاية الرواية لم يجد الراوي مفر إلا في النيل كي ينفصل عما يشعر به فوجد في النيل الخلاص من شتاته وحيرته ليجيب عليه النهر شاداً اياه إلي القاع ليعلمه أن مكانه هنا في الجنوب وعليه الاستقرار مابين الشمال والجنوب فالنهر قوة دافعة وليست غاضبة
أسلوب السرد متعدد الأصوات يوضح التخبط الذي يشعر به البطل بعد رحلته إلي الشمال فتلاحم الصور المتعددة وهي صور السود مع البيض في داخل الأصوات المتعددة والتي تشكل الأسلوب السردي للرواية الذي يحاول كشف الستار عن شخصية البطل الغامضة من خلال الصور الغامضة لقطبي الشمال والجنوب وهم الراوي والجد وحُسنة بنت محمود وخطاب السيدة روبنسون ومذكرات سعيد في الحجرة. كل تلك الجوانب والصور تشترك لتكون صورة كاملة في أعين القاريء عن البطل. (عزة هيكل ص170)
استخدم الطيب الالوان في روايته حيث إنه يرمز للشمال باللون الأبيض ويرمز للجنوب باللون الأسود وايضاً استخدم اللون الرمادي الأخضر وهو لون أعين مسز روبنسون، في وصف القاهرة
"كان لون عينيها كلون القاهرة في ذهني، رمادياً اخضر" (الطيب 1969)
واستخدام الكاتب ايضاً اللون الأسود والأبيض والأحمر في تعبير بكري عن رأيه فيما يخص النساء فكلهم بالنسبة اليه سواء
" فالنساء كلهم سواء السوداء والبيضاء والحمراء.كلهن سواسية" (الطيب 1969) فيفرق هنا بين النسوة حسب ألوانهن ولا شيء آخر سوي ذلك
لم يستخدم الطيب النهاية المفتوحة هباءاً بل كانت تعبرعن مغزي واضح في نفس الكاتب حيث كانت لها دلالتها في أنه سيأتي الكثير من مصطفي سعيد فيما بعد فلم ينهي الطيب الرواية بنهاية مغلقة ولم يحل العقدة حيث يجعل باب المجيء بشخصية مثل هذه مفتوحاً فمن بعده سيأتي الكثير مثله الذين يودون الانتقام وأظنهم يلقون مثل مصيره أيضاً فستبقي الدائرة مفتوحة للأبد. فلم يكمل الراوي قصة البطل وآثر ألا يجعله بطلاً "تركته يتحدث وخرجت" خرج ولم يكمل القصة. فكانت النهاية بالراوي ينزل ليسبح في النيل لكنه قد أحس بقوي النهر تشده إليها
"قد استقر عزمي علي بلوغ الشاطيء الشمالي. هذا هو الهدف" "فإذا أنا في منتصف الطريق بين الشمال والجنوب. لن استطيع المضي ولن استطيع العودة" (الطيب 1969)
فهنا يرمزالراوي أنه في المعادلة الصعبة بين الشمال والجنوب فماذا يختار؟ حتي رد عليه النيل جاذباً إياه إلي الجنوب ليعلمه ان مكانه هنا في الجنوب وأن راحته في مسقط رأسه السودان. فتلك كانت النهاية. ولكي نصل الطروف ببعضها فالنيل رمز الخلاص والتطهر فقد شهد النهر علي انتحار مصطفي سعيد وتطهره من أفعاله وتطهر العالم من أمثاله وبعد انتحاره قد يكون هناك فرصة لاتزان العالم من جديد وعودة العالم إلي طبيعته. أما رمز الخلاص فيكمن في خلاص الراوي من شتاته الذي كان فيه بعدما خرج من غرفة البطل وكله أسئلة فقد لجأ الراوي إلي النيل كي يخلصه من شتاته واسئلته وقد كان. فعدم تكملة الراوي لقصة سعيد كانت ليست النهاية الحقيقية فسيأتي الكثير من مصطفي سعيد في عالمنا لاحقاً. أما النهاية الحقيقية تكمن في نزول الراوي للنيل ورده عليه أن مكان المهاجرين هنا في بلادهم وجنوبهم وأن عليهم التوازن
التيمات والأفكار
يظهر الصراع بين الشرق والغرب متجلياً في الرواية عن طريق علاقة البطل بنساء الغرب فقد وجد في علاقاته المتعددة الوسيلة في اشباع رغباته الانتقامية من ذلك الغرب المستعمر فقد جاء البطل لبلاد الغرب غازياً. " سوف اعتق واحرر افريقيا ب..." (الطيب ص 122)
حيث تختلف صورة الجنس عبر الثقافات ففي الشرق هو سلاح للانتقام وإشباع الغرائز وفي الغرب فهو وسيلة للتعبير عن الحب فالجنس هو سلاح ذو حدين فمنهم من يستخدموه كوسيلة للحب والتعبير عنه ومنهم من يتخذوا منه وسيلة لاخضاع المرأة وإذلالها مثل فيلم الكرنك لعلي بدرخان قصة نجيب محفوظ فكان الجنس وسيلة لاخضاع المرأة والسيطرة علي كل قواها
زواج مصطفي سعيد بجين مورس يوصف الصراع الحقيقي بين الشرق والغرب. جين مورس، فهي المرأة الوحيدة التي أوقعت الفرس في شباكها وبعد تلك الانتصارات المتتالية تأتي النكسة لتعود صورة الغرب المستعمر والمتغطرس من جديد في صورة امرأة من نسل الشيطان تدعي جين مورس. فهي حقاً غير من سبقوها فلم ترض ابداً أن تكون جارية مثل همند أو تعيش دور العاشقة الولهانة مثل غرينود أو الراهبة والراضية بغروره كإيزابيلا سيمور. فقد اختارت جين منذ البداية ان تكون المسيطرة وعزمت أن تكسب الحرب هذه المرة. فقد اخضعته لها باحتقارها وقسوتها عليه حتي لم يستطع هو السيطرة عليها ولا تنفيذ خطته في الانتقام من الغرب فيها. فكانت تقايضه وتخيره بينها وبين أغلي ما يملكه.. المزهرية والمخطوط النادر والمصلاة الحريرية الاصفهانية.. وكان يختارها ومع ذلك لم ينلها. وهذا المشهد شديد العمق حيث يصور الغرب في محاولته لمحو الشخصية العربية وحضارتها وتراثها في مقابل وعود لا تتحقق
فذلك يفسر رؤي العالم أن الشرق يستحق مصيره ولكن من الذي جلب هذا المصير فإن قتل سعيد لمورس يؤكد أن لا طريق للتخلص من الاستعمار إلا بالخسارة الدموية وأي محاولة غير الدم سوف لا تجدي نفعاً. فسجن مصطفي سعيد لمدة سبع سنوات هو الثمن الذي كان عليه دفعه دون مجادلة. وبذلك تفشل التجربة. ظن سعيد ان زواجه بجين سيكون الجسر بين الشمال والجنوب ولكن الزواج لم يفعل شيء إلا انه زاد من الصراع بين الشرق والغرب
فكرة الأنثوية في الرواية هي فكرة محورية. فالأنثي في الرواية تمثل الشرق وترمز إليه فهي المتمردة وطالبة الحرية والخلاص من كل القيود التي تقيدها دون جدوي ودون أن تعلم السبب فهي ضحية العادات والتقاليد ولكن من يفكر أن يرغمها علي شيء فليحتمل العواقب وليلقي مصيره بيديه. فحُسنة بنت محمود، زوجة مصطفي سعيد ، تعد نموذجاً حياً يحتوي علي كل هذه الصفات السابقة. المرأة الوفية التي قبلت الزواج من رجل غريب، عاشت له ولأولاده بالرضا والقبول رغم مشكلاته النفسية التي فعلت بها ما فعلت. فأبت أن تكون لغيره بعد مماته لكنها تمنت فقط أن تعيش أماً وأباً للولدين
أما في شخصية والدة البطل، فتظهر القوة الحقيقية في المرأة التي غاب عنها زوجها فلم توصل مشاعرها الداخلية لولدها و آثرت الصمت والكتمان. فنراها لا تبدي اي نوع من العطف او الحنو تجاه ولدها حتي عندما اخبرها بأمر التحاقه بالمدرسة او بأمر سفره إلي القاهرة فإنها دائماً تحاول اخفاء مشاعرها حتي أنها تري في العناق ضعف ظناً منها أن الحنان سيفسده ويجعله غير قادر علي مواجهة الحياة لكنها لم تعلم أن ذلك سيجعله بلا مشاعر ولا يحس بشيء. لا يحزن ولا يفرح. حتي إنها لم تعبر عن رأيها بشأن سفره وإنما نسبت قبول القرار لأبيه " لو أن أباك عاش ما اختار لك غير ما اخترته بنفسك، افعل ما تشاء، سافر أو ابق ، انت وشأنك، إنها حياتك وأنت حر فيها" (الطيب 1969) ولكن مصطفي سعيد بقي علي هذا الحال. جليد بلا مشاعر
تناول الطيب واحتواء روايته علي المرأة الأوروبية كعنصر أساسي يرمز إلي الصراع بين الشرق والغرب مع اختلاف وجهات النظر فيما يخص ذلك الصراع. حيث تحمل مسز روبنسون رمزية اوروبا التي يتمناها الجنوب وتحمل النظرة التي يتمني الشرق ان ينظر الغرب له بها. مسز روبنسون تمثل اوروبا دون طبقية. دون استعباد وكراهية وانتقام. فتلك المرأة وقفت بجانب مصطفي حتي النهاية
آن همند، تمثل الغرب ولكنها كانت عكس سعيد في حنينها للمناخات الاستوائية والشموس القاسية وكان يمثل هو لها رمزاً لكل هذا الحنين الذي لم يفتقده هو شخصياً فهو يعشق الشمال والسقيع. كان لا يراها سوي رمزاً للاحتلال البريطاني علي السودان فكانت ابنة أحد ضباط الجيش فكان لا يري في علاقته بها سوي أنها معركة يجب أن يكون هو المنتصر فيها. فمن خلال آن همند استطاع سعيد ان ينزل انتقامه القاس بالشمال والغرب المحتل. ولم يشعر أبداً بالرثاء تجاهها ولم يزده شغفها به وبالقارة السمراء التي جاء منها إلا رغبة زائدة فوق رغبته في الانتقام والتفشي حتي تحقق له ما أراد فقد وجدوها منتحرة بالغاز تاركة ورقة بها عبارة "مستر سعيد.. لعنة الله عليك" فآن همند لا تقصد بقولها "اللعنة" إلا وعوده الملعونة والمزيفة لها فقد وعدها أن يتزوجها زواجاً يكون جسراً بين الشمال والجنوب لكن الجسر أصبح رماد
علاقة شيلا غرينود بمصطفي سعيد تمثل الصراع الكامل بين الشرق والغرب فهي فتاة قروية ساذجة لا تجارب لها في الحياة فكانت صيداً يسيراً فقد اغراها بالهدايا والكلام المعسول. " دخلت غرفة نومي بتولاً بكراً وخرجت منها تحمل جرثوم المرض في دمها" (الطيب ص34) فكان مصطفي سعيد بمثابة وباء انتشر في بلاد الغرب وكل من تدخل غرفة نومه تصيبها تلك العدوي. ورغم كل تلك الظروف لم يشعر سعيد تجاه شيلا بالشفقة ولم يفكر في التراجع عن نواياه فظل يراها كمن قبلها، نموذج للاستعمار الذي يجب ان يفشي غليله منه ويرفع راية الانتصار. حقاً فالأبرياء هم من يدفعون الثمن في النهاية. لا انسانية تجاه العدو ولا رحمة بالضعفاء حتي في ظروف الحروب والمعارك
تجمع حالة وظروف إيزابيلا سيمور مابين ظروف مسز روبنسون وظروف شيلا غرينود فهي أيضاً صورة نبيلة للغرب فكانت حياتها ناجحة ومستقرة حتي اصيبت بمرض السرطان وحدث كل هذا الخلل. فهي صورة الغرب دون انتقام دون تكبر ودون استعمار واستعباد ولكنها ليست بمعزل عن الانتقام مثلما حدث مع شيلا غرينود حيث إن لا أحد ناج من عواقب الظلم والكل سيدفع الثمن حتي أفضل النماذج
جين مورس، فهي المرأة الوحيدة التي أوقعت الفرس في شباكها وبعد تلك الانتصارات المتتالية تأتي النكسة لتعود صورة الغرب المستعمر والمتغطرس من جديد في صورة امرأة من نسل الشيطان تدعي جين مورس. فهي حقاً غير من سبقوها فلم ترض ابداً أن تكون جارية مثل همند أو تعيش دور العاشقة الولهانة مثل غرينود أو الراهبة والراضية بغروره كإيزابيلا سيمور. فقد اختارت جين منذ البداية ان تكون المسيطرة وعزمت أن تكسب الحرب هذه المرة. فقد اخضعته لها باحتقارها وقسوتها عليه حتي لم يستطع هو السيطرة عليها ولا تنفيذ خطته في الانتقام من الغرب فيها. ففكرة انه لا يستطيع نيلها تجعله يتغاضي عن خيانتها وافعالها الشاذة. وفي النهاية قد استسلمت جين مورس لمصطفي سعيد بعد أن دفعته إلي قتلها أثناء العلاقة الحميمة وقد كان. فذلك يفسر رؤي العالم أن الشرق يستحق مصيره ولكن من الذي جلب هذا المصير فإن قتل سعيد لمورس يؤكد أن لا طريق للتخلص من الاستعمار إلا بالخسارة الدموية وأي محاولة غير الدم سوف لا تجدي نفعاً. فسجن مصطفي سعيد لمدة سبع سنوات هو الثمن الذي كان عليه دفعه دون مجادلة
عادات وتقاليد الشرق تعد فكرة اساسية في الرواية فقد تختلف عادات الشرق عن الغرب. فبعد قتل حسنة بنت محمود لود الريس وقبل ذلك ايضاً ظهرت عادات وتقاليد الجنوب متجلية. فأري أن حسنة ضحية العادات والتقاليد. فالجميع في القرية يري أن حسنة هي من فعلت المصيبة ولم يفكروا للحظة أن حسنة كانت رد فعل وليس فعلاً. فكلٌ كان يراها المخطئة. فحسنة قد أُجبرت علي الزواج من ود الريس، الرجل الذي أراد مرأة لا تطيقه ولا تريده ومع ذلك كان بلا كرامة وأصر علي الزواج منها حتي إن كان غصباً .. فله ما أراد
"وبعد مدة طويلة قال: بعد إسبوع أو عشرة أيام من سفرك، أبوها قال إنه أعطي ود الريس وعداً. عقدوا له عليها. أبوها شتمها وضربها وقال لها: تتزوجينه رغم أنفك". "وكلمت أباها فقال إنه لن يصبح أضحوكة، يقول الناس ابنته لا تسمع كلامه" (الطيب 1969) فكان ما كان وكانت حسنة هي الضحية. ومع ذلك في رأيهم أن عليها الخضوع والسمع والطاعة وعليها ألا تبدي رأيها فقط تنصاع للأوامر. وبعد ما فعلته حسنة في ود الريس، نحن لا نبرر فعلتها الشنعاء ولكن ذلك كان إثر ما حدث لها. فيري أهل القرية أنها لعنة وأن ما فعله ود الريس بها من حقه فهو الزوج والرجل
"لعنة الله علي النسوان. النسوان أخوات الشيطان. ود الريس. ود الريس" (الطيب..1969)
وقالت بنت مجذوب:" الفعل الذي فعلته بنت محمود لا يجري به اللسان. شيء ما رأينا ولا سمعنا بمثله لا في الزمن السابق ولا اللاحق". فكل من يقص ما حدث يعلق فقط علي فعلة بنت محمود الشنعاء ولم يعلقوا علي ما فعله بها ود الريس ولكن يقصوه كأنه كمالة الاحداث او تفاصيل ليست مهمة
"بنت محمود ثوبها ممزق وسراويلها. هي الاخري عارية. كان البرش الأحمر يعوم في الدم ورفعت المصباح. وجدت بنت محمود معضوضة ومخدشة في كل شبر من جسمها. بطنها. أوراكها. رقبتها. عض حلمة نهدها حتي قطعها. الدم يسيل من شفتها السفلي. لا حول ولا قوة إلا بالله. ود الريس مطعون إثر أكثر من عشر طعنات" (الطيب 1969) كان هذا تعليق بنت مجذوب علي الحادث لكنها لم تتأثر إلا عندما ذكرت ود الريس وماحدث له. فالجميع يري حسنة المخطأة بينما ود الريس هو الزوج والرجل ويحق له ما يشاء وعلي ذلك كانت حسنة ضحية أعراف وفتاوي القرية
الهجرة وهي تيمة محورية في الرواية فاسم الرواية "موسم الهجرة إلي الشمال". الراوي والبطل لهما نفس الظروف تقريباً ولكن كلٌ منهما سلك طريقاً مختلفاً .فكلٌ منهما هويته سودانية وقد توفرت لديهما فرصة الهجرة في بعثة دراسية ولكن الفرق بينهما في مدي التأثر بالغرب وإغوائاته. ففكرة الهجرة والسفر بالنسبة للراوي كانت فكرة مؤقتة فهي مجرد فترة ومرحلة لتلقي العلم والحصول علي الشهادة العليا ثم يعود أدراجه وكله حنين لقريته وأهلها ولم يكثر التفكير في لندن بعد تلك المرحلة وبذلك يمثل السودانيين الأسوياء بينما كان البطل مصطفي سعيد منغمساً في حلم الهجرة إلي الشمال وأظن إن لم تحدث له تلك الكارثة ويسجن، ظل هناك ولم يعد أبداً. فهو ذائب في حضارة الغرب وأراد أن يتطبع بها كي يظهر طبيعي ومتحضر بينهم كما أذعن وحقق ذلك من خلال علاقاته المتعددة بنساء اوروبا. ففضل أن تكون هذه هي صورته في المجتمعات الغربية ملتفاً حوله النساء من كل ناحية. وبذلك فهو ليس متخلفاً مثل البلاد التي جاء منها كما يدعي بعض الاوروبيين
وظل حتي بعدما عاد لبلاده يحن للشمال والبرد، بلاد تموت من البرد حيتانها
علا إبراهيم يوسف
Being the Public Speaker for the Arab Academy's Graduation Ceremony 2021 is such an honor & a lovely memory.
Your excellency Prof Ismail Abd El-Ghafar, President of the Arab Academy for Science, Technology and Maritime Transport,
Distinguished Guests,
Allow me in the beginning to welcome you to our Graduation Ceremony!
Life is all about new beginnings. With every step we take, we leave one behind our backs, and look forward to the upcoming ones. Yet, we never forget all what we have passed through to reach this point. We never forget the laughs, the jokes, the smiles, the love and care we see from others. And we never forget as well all the nights we stayed up working on our dreams, nor the days we decided to allocate for our responsibilities as students.
Four years have passed, with so many ups and downs, so many memories to keep holding on forever. In this place, we found ourselves, we believed in them, because we found the support we needed, in order to stand here before you today.
When I think about something that links these 4 years together, the first thing that comes up to my mind is “photos”… they have always been the best way to save memories… to keep them alive… Yes, some of our feeling fade… but this nostalgic happy feeling will always be always there.
When you look at photos from your first day in college, you think of how happy those days were…
And when you look at photos from your graduation ceremony, you think of how hard you have worked to reach this point.
And between the two days, the first and the last one, is a series of other unforgettable memories… happy ones, and hard ones that have also ended happily.
This has been quite an amazing journey, with all the sleepless nights and exhausting days, we managed to go through it all. And as we look back -today- at these times, we laugh at how amazing they actually were! Because there is always a bright side, and in our journey, it was always brighter than any other side! You know they always say: “When life gives you lemons, make lemonade”, I guess we’re now experts in this matter, knowing that we were never alone…
We were taught by amazingly awesome professors who treated us as their own sons and daughters, giving us all the support we need to become where we are today… and who we are now…
We had the most incredible chance to meet our wonderful colleagues… our new family… to find friends who turned out to be the closest to our hearts!
And throughout everything, we had our families by our sides, always pushing us forward and showing us how proud they are! A very special thanks to them!
We’ve learned … we’ve changed … we became more responsible and mature … we learned to cherish everything we have … we learned to help one another… to respect one another … we learned to become who we are today, and we couldn’t be more thankful to each and everyone in this hall.
Thanks to our professors, TAs, families and friends. We couldn’t have made it here without you all!
And mostly, thanks to the place to which we are all emotionally attached… the place in which we grew happier and bolder … the place in which we found ourselves… the place in which we lived our best days. Thank you AAST!
We have worked hard, my dearest colleagues, and we deserve the happiness we are living today as we celebrate together our graduation. Now, we can finally say it as loud as it pleases our hearts: “WE DID IT!!”. And we’re so ready to show this world how we can turn it upside down in the most beautiful and unique way, just like we learned in college. We are ready to “make it shine”!
Congratulations 2021’s batch!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة الأستاذ الدكتور/ إسماعيل عبدالغفار إسماعيل فرج، رئيس الأكاديمية
الأساتذة الأجلاء .. زملائي وزميلاتي الخريجين .. الحضور الكرام
أسعد الله مساءكم بكل خير
يُشرفنا أن نقف اليوم بين أيديكم نحن خريجي دفعة سبتمبر 2021 من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري
ليس من الأمر الهين أن تكون اليوم واحداً ممن التحقوا بهذا الصرح العظيم قبل أربعة أعوام، جئت محملاً بأحلام كبيرة وتصورات عديدة عن مستقبل ترسمه لنفسك منذ الصغر
واليوم .. هو ليس النهاية .. لكنه البداية .. بداية حصاد ثمرة اجتهادنا
يوم نودع فيه مكاناً كان وسيظل الداعم الأساسي لنا في مسيرتنا القادمة
وأساتذته، هم الجنود المجهولة وراء هذا النجاح والتفوق .. هم مصدر الدعم .. إيمانهم بالديمقراطية والرأي والرأي الآخر هو من شكل شخصياتنا الإيجابية .. شخصيات لديها الثقة اللازمة للإندماج في الحياة العملية
معلمينا، هم المساندة بعينها .. هم من ساندونا في الفهم والمعرفة والبحث والتحليل.. فتلك هي رسالتهم .. وليس فقط دعوتنا إلي الحفظ والتلقين، بل إعمال العقل والإبداع وإبراز الكفاءات والمواهب هو السر ومفتاحهم الأساسي
فلهم منا كل الشكر والحب والامتنان
يقف التكريم حائراً عاجزاً عن تكريمك .. وتعجز الكلمات عن ذكر فضلك .. لك منا كل الحب والود والوفاء
سعادة الأستاذ الدكتور/ إسماعيل عبدالغفار .. لقد حققت الأكاديمية تحت تلك القيادة الحكيمة قفزة علمية ورياضية جديرة بالفخر والاعتزاز إلي جانب التقدم في جميع المجالات والذي أشادت به جميع المحافل الدولية والعالمية في التعليم والتدريب. قيادة الأكاديمية لاتقف عند الجانب الأكاديمي بل تعتني بتدريب الطلاب وتوفير الفرص لهم بالتعاون مع كافة الوزارات
فلها منا كل الأمنيات بمزيد من التقدم والتميز
لسنا اليوم من يستحق هذا التكريم .. فأنتم سر نجاحنا .. الآباء والأمهات .. الداعم الفعلي لنا ولو أن هذا يرضي ربنا لقدمنا إلي أرجلكم ساجدين
السند .. وإذا بحثنا عن معني السند .. فالمعني الحقيقي هو أبي
السند .. وكيف أعبر عن معني السند وأنت يا والدي حاضر
فأنت إن ملت، قومت .. وإن استصعبت شيئاً، سهلت .. بكل حب ورضا، إن طلبت نجماً تهديني السماء
العين الساهرة طوال الليل .. أمي .. أمي الاحتواء .. أمي المساندة .. أمي هي سر نجاحي .. كل الشكر لكي سيدتي وعسي الله أن يجزيكي خير الجزاء
وفي النهاية اتمني المزيد من النجاح والتفوق لزملائي وزميلاتي الخريجين .. دمتم متألقين .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
JUST WRITE WHAT U FEEL
هو !؟ قد تغير كثيراً بعد رحيلها، نعم الفراق والإشتياق قادريّن أن يجعلا الحازم لين، المتعصب حنون و الثلج ماء، فقلب العاشق المُعذب يلين ويلين وتهون عليه الدنيا بما فيها وقت الرحيل، فالرحمة يا الله علي قلوب اعتادت الوجع. كان في سابق عهده كملك مُتوجّ علي عرش قلبها فمنذ أن تلاقت أعينهما وقد شعر بمراسم تتويجه ملكاً علي قلب تلك الصغيرة ذات الضفائر الطويلة، فمثل الكثير من بنات جيلها كانت تراه الأول والأخير ، الرجل، الأمان، الحامي. مهماً كانت عيوبه وسقطاته فهو الرجل ، أبو العيال، قليل الحديث، لا يمزح، ترتسم علي ملامحه الحزم دائماً حتي يشك الناظر إليه أن ملامحه تجيد الإبتسام .. فقط شديد الطباع، يهتم بالتفاصيل ويهوي الدقة وهما من قنابل تدمير العلاقات فأحياناً نحتاج لقليلٍ من التجاهل. كانت تستحق لقب امرأة "lady” فاعتادت أن تُشغل كل تفاصيل حياته بشكل لم يدركه إلا بعدما وقع في الفخ. فهي أول من يهتم به، طعامه، ملبسه، نومه، عمله، ملأت كل التفاصيل حتي جعلته لم ير امرأة بعدها، فلم تستطع أية أنثي أن تملأ ذلك الفراغ الذي تركته دون أن تعلم، أكاد أجزم أنها إذا علمت لترجت الموت أن ينتظر .. ولكن للفراق رأي آخر، قد حقق المستحيل، المعادلة الصعبة، وكأنه قد كُسر، ووقع في أسرها أبداً، قد أدرك أن كان عليه البوح بما يكنه لها من مشاعر قبل فوات الآوان .. أري عينيه بعد رحيلها لامعة، لمعة دمعة تريد أن تهرب لتبوح بما تشعر، نظرة بها الكثير من معاني الإشتياق لحبيبة قد غادرت عالمنا دون تنبيه ولم تترك له إلا ذكري جميلة ترسم بسمة علي وجهه تشبه ابتسامتها
تلك الحياة البسيطة التي أراها حين أذهب إلي جدتي وأسمع ندائها علي جارتها كل ليلة التي نادراً ماتسمع رنين محمولها المُعدم .. ثم تضطر جدتي النداء عليها من الطابق الأعلي ، فالمنزل بأكمله لا يسكنه إلا جدتي وجارتها، تلك السيدة التي أري فيها كل الخير والبساطة والخُلق والعشرة الطيبة والجيرة الحقيقية والمعدن الأصيل والرضا والكثير من شيم أيام زمان. ولكن بعد مرور السنين لم يتبقي في منزل الحاج محمود حسين بأكلمه إلا جدتي؛ الحاجة أم حسين في الطابق الثاني وونيستها في الطابق الأول وهنّ ما يطلق حقاً عليهن متبقاش غير أنا والمروحة
في كل ليلة تنادي جدتي عليها لكي تشرب معها الشاي المطُلق عليه بشاي الحاجة، الخطير جداً الذي حاولت جارتها مراراً صنعه بنفسها ولكن قد باءت المحاولات بالفشل وظل شاي أم حسين ألذ وأطعم شاي نحتسيه جميعاً وزي مابيقولوا ميختلفش عليه اتنين
في الفترة الأخيرة كنت أتعمد أن أقضي السهرة في منزل جدتي الذي أري فيه أبسط وجه من وجوه الحياة التي تمنيت أن أعيشها في الأيام الأخيرة حيث الأثاث البسيط، الحوار الأبسط والاهتمامات الأكثر بساطة علي الاطلاق .. فهناك لم أجد مشاكل وتعقيدات ولم أشعر بثقل الحياة وأعبائها .. هناك أضحك من قلبي فعلاً في أيام قد قررت فيها الدنيا أن تُحبطني. ولكن هنا تهون الدنيا وأشعر بالقوة حقاً .. الساعة الحادية عشر من كل ليلة تضبط جدتي الراديو علي إذاعة الأغاني ١٠٥،٨، لنستمع إلي كوكب الشرق أم كلثوم لنتسلطن علي رأي تيتا. فهناك أجد تلك الجارة التي أري أن أكبر مشكلاتها تتلخص في العيش والتموين وإن كيلو الطماطم بقي ب ٦ جنية وهنعمل إيه يا حاجة فالأيام اللي مايعلم بيها إلا ربنا ديه !؟ هنا أشعر هنا بالألفة والطمأنينة، الحياة بسيطة. أجد أقصي متعتي في الاستماع إلي شكواها من المحمول الجديد وعن معاناتها في التعامل معه، فهي تري أنه مثل العفريت .. وعندما أصلحه لها تتعجب وتدعو لي وتمدحني بأنني إيدي فيها البركة
فعندما تضيق بي الدنيا، ذلك المنزل يُشعرني أن الدنيا لم ولن تتوقف وأن كل شيء سوف يمُر. كنا قد بلغنا من الحزن أقساه في الفترة الماضية وقد شعرت بعدم الأمان .. ذلك الشعور الذي ليس له طعم ولا معني، ذلك الشعور الوحيد الذي له القدرة علي أن يُحطمني، فعقلي غير مستوعب !! فكيف لي أن أعيش في دنيا بلا أمان بلا طمأنينة بلا ضمير !؟؟ عذراً قد نسيت إنها دنيا .. من الدنو .. فما هدف الحياة إذاً!؟ ولمَ نعيش !؟ ولكن بعد الجرعة المسكنة التي أخذتها أمس .. أصبحت أشعر بالتحسن وأخذت نفس عميق لأكمل ما قد بدأته
العلاقة القوية بين الطلبة والأستاذ هي بمثابة حجر الأساس في مسيرتهم التعليمية والعملية ودفعة قوية نحو مستقبل مشرق يؤهلهم إلي أن يصبحوا أعضاء فعالة بعد التخرج وذلك يضع مسؤولية كبيرة علي الأساتذة في توفير بيئة صحية وعلاقة قوية بينهم وبين الطلبة، علاقة يكون الطالب بها قادراً علي التعبير عن نفسه وعن أفكاره. في هذا التحقيق نقدم لكم تجارب ناجحة لعلاقة الطالب بالأستاذ تحكيها لنا دكتورة جهاد محمود مدرس بكلية الألسن جامعة عين شمس
في البداية أحب أن أتحدث عن علاقتي بالطلبة بمختلف جنسياتهم فالطلبة عندي في كلية الألسن نوعان وهما الطلبة الأجانب وأغلبهم صينيين وكوريين وأحياناً من روسيا والطلبة المصريين. فهم جنسيات متعددة ولديهم ثقافات مختلفة دايماً بقابلهم في الفرقة الرابعة فبالتالي بيكونوا اتعودوا علي جو الكلية وجو مصر بشكل عام بالعربي "اتمصروا". علاقتي بيهم مبنية علي علاقة الإنسان بالإنسان وليست علاقة الأستاذة الجامعية والطالب. فخاصة مع الأجانب أحب أن أشعرهم بالألفة وليس الغربة وأنهم في بلدهم وأحاول دائماً أن أقدم لهم المساعدة في كل ما يحتاجون إليه. فدائماً ما أبدأ العام الدراسي معهم بطلب كتابة مقال بعنوان "مشكلتي في مصر" وبكده كل واحد بيعرض مشكلته وبتكون مشاكل واقعية جداً وبكده أكون ضربت عصفورين بحجر وذلك بإني اعلمهم كيفية كتابة المقال وأيضاً أن أحاول في إيجاد حل لمشكلاتهم وبذلك أخطو خطوة للأمام في سبيل العلاقة القوية بهم
لدي إيمان شديد بأن الطالب سواء مصري أو أجنبي ليس دوري تجاهه فقط لتلقين بعض الدروس ولكن الأستاذ الناجح هو الذي يستطيع أن يبني علاقة صداقة حقيقية مع طلابه وأيضاً علاقة انسانية بحيث يكون المعلم لديه القدرة علي أن ينتج إنساناً قادراً علي التعبير عن نفسه وعن مشاكله. فيمكنه أن يعبر لصديقه وأيضاً لأستاذه فالأستاذ هو أكثر خبرة منه وقادر أن يحل مشكلات كثيرة يراها هو مستحيلة
استمتع جداً بالتدريس للأجانب فمن خلال تدريسي لهم اتعرف علي ثقافات جديدة وذلك يعلمني أهمية تقبل الآخر وفي نهاية كل عام أحب أن اقضي معهم رأس السنة للاحتفال معاً أو أن نذهب لمطاعم صينية معاً للتعرف علي أشياء جديدة فعلاقتي بهم فعلاً ممتعة جداً. فكل ما أريده من علاقتي بالطلبة الأجانب أنهم عندما يعودوا إلي أوطانهم يحكوا كل ما شاهدوه في مصر وعن علاقتهم بالأساتذة المصريين حتي نوجه للعالم كله رسالة أن الأستاذ المصري قادر أن يحبب الطالب الاجنبي في مصر من خلال المعاملة الإنسانية ومحاولة توصيل المعلومة بطريقة سلسة وبسيطة
إن فترة الجامعة هي أهم فترة في حياتك فإن عقليتك وتفكيرك يتطوروا وعلي مدار سنوات الكلية حتي تصل إلي مرحلة ما من النضج عندما تكون بعض الثقافات وتكون نفسك علمياً تكون قادراً أن تجعل من نفسك إنسان، رسالتي لكل طالب ألا تختصر حياتك في الجامعة علي تلقين بعض الدروس وحضور المحاضرات فقط من أجل الحضور ولكن يجب أن يكون لديك القدرة علي التعبير وعلي المناقشة. احرص علي تكوين بداخلك إنسان سليم من الناحية النفسية ومن الناحية الشعورية. أنت لست طالب علم فقط ولكن إنسان يفكر ويستخدم عقله من أجل التعبير عما بداخله. ادرس، سافر، اخرج ، استمتع، طور موهبتك، اشترك في أنشطة الجامعة المختلفة، شاهد عروض الاوبرا والعروض المسرحية واستمع إلي الموسيقي فإن الفنون تهذب النفس الإنسانية
رسالتي لكل استاذ جامعي أن الطالب من الممكن أن يكون أختك أو أخوك، صديقك أو صديقتك، ابنك أو ابنتك. فعاملوا الطلبة كأنهم بمثابة أفراد من الأسرة وبذلك سوف تتكون علاقة قوية بينكم وبين الطلبة وينتج عن ذلك حب الطلبة في الجامعة والدراسة بشكل عام فبالنسبة لي فالطلبة هم أفراد من أسرتي. طلابي هم ليسوا جزء كبير من حياتي بل حياتي كلها
من المواقف التي لا تنسي مع الطلبة، عندما كان الطلبة في الكلية يحاولون تقليد طريقة كلامي وطريقة نطقي في اللغة العربية وعندما كان يسألهم أحد الأساتذة عن تقليدهم لي فيجاوبون بنعم فكانت دي حاجة بتفرحني جداً جداً. لما طالب يخبرني أنه أحب العربي بسببي أو أحب الأدب المقارن من أجلي فذلك شيء يسعدني بشكل لا يوصف. اشعر بأنني وصلت رسالتي بكل الدنيا وكل العالم. من المواقف التي لا أنساها هي مع طالبة تدعي "بشري"، عندما انتهت من الامتحان كتبت علي ورقة الأسئلة دعاء لي فكانت تدعو ربنا وتشكرني شكراً جزيلاً وصورتها وارسلتها لي. ذلك من المواقف التي أثرت في بشكل كبير حتي بكيت
من المواقف أيضاً التي لا تنسي أنني طلبت من بعض الطلبة الأجانب عمل واجب ما وعندما حضرت إلي المحاضرة لم أجد أحد فعله حتي خرجت عن شعوري وانفعلت جداً حتي بكوا الطلبة من شدة عصبيتي. فتقدم لي طالب صيني اتذكر اسمه حتي الآن، يطلق علي نفسه "سعيد" حتي يحفظه الأساتذة المصريين. تقدم لي بمقال قد كتبه بسرعة جداً أثناء المحاضرة وعنوانه "واجبي، لا تغضبي". وذلك كان من المواقف التي أثرت في كثيراً
من المواقف التي أثرت في أيضاً هو موقف بيني وبين طالبة تدعي "علا" وهي احدي طالبات كلية اللغة والإعلام في الأكاديمية البحرية. فالطلبة في الاكاديمية يختلفون اختلافاً كبيراً عن الطلبة في الألسن. فتحليل تلك الطالبة لرواية "موسم الهجرة إلي الشمال" وعندما عرضت هذا المشروع علي. رأيت لغة رائعة منها ورأيت تحليلاً رائعاً لرواية صعبة جداً. من وقتها وأنا عرفت أنني أمام ناقدة رائعة متمثلة في هذة الطالبة. فهي تمتلك موهبة كبيرة جداً في التعبير وفي الانضباط أيضاً فشعرت أنني أمام انسانة مختلفة ومتميزة جداً. فرحت جداً أنني خرجت من الاكاديمية بطالبات لديهم القدرة علي التعبير وبطالبات شكروني أنني علمتهم كيفية النقد ومنهم طالبة تسمي "ماريز" كانت عندما تذهب إلي مقابلة عمل تقول لي أنني عندما استخدم النقد والأشياء التي علمتيها لي يقبلوني في أي مقابلة عمل حيث أنهم ينبهروا بكلامي عن نقد الروايات. هذه أشياء لا أنساها وتسعدني جداً حين أتذكرها. وجود هؤلاء الطلبة معي دائماً، تعليقاتهم لي علي مواقع التواصل الاجتماعي ومقابلاتنا وحرصهم علي مقابلتي دائماً تشعرني أنني نجحت في خلق التواصل بيني وبين الطلبة برغم تباعد المسافات وأنهم في كليتهم وأنا في كليتي ولكن أصبحوا جزء لا يتجزء من كليتي الأساسية وهي الألسن. كثيراً ما يسألني البعض أن الكلية تأخذ جزء من حياتي و الطلبة يأخذون الجزء الاخر فأين هي حياتي الشخصية ففعلاً الطلبة هم حياتي والألسن هي كل حياتي
الجميع يمر بظروف حياتية صعبة وحزينة بعض الشيء فكنت اعتبر أن اهتمامي بالطلبة وأنهم يأخذون كل حياتي بهذه الطريقة هو من انتشلني من تلك الظروف فهم انتشلوني من بعض الاشياء الحزينة جداً فلولا اختلاطي بالطلبة ووجودهم في حياتي علي مر السنين ما كنت أنا. فهم جعلوني لا استسلم لنوبات حزن و احباط بسبب الظروف الحياتية التي نمر بها جميعاً فعلاقتي بهم أثرت علي حياتي بطريقة ايجابية جدا
أعيش حياة أصغر مني بعشر سنين وأكثر لأنه عندما أخالط أشخاص أصغر مني أشعر أنهم يأخذوني إلي عالمهم فبالتالي أعيش كل عوالم الطلبة. اعتبرهم أخواتي الصغار وأحياناً الكبار. فدائماً ما أضع رأيهم في الاعتبار وذلك يقوي الرابط بيننا. فمن الطلبة الذين سافروا بعد التخرج ليحصلوا علي الدكتوراة يتصلوا بي من روسيا ويقولوا لي جزاكي الله عنا كل خير وذلك يسعدني جداً جداً. ذلك يعوضني تعويضاً كبيراًعن أشياء كثيرة في الحياة وكأن هذه يد الله التي تطبطب علي القلوب وقت حزنها
أقول للأساتذة الذين لديهم نوع من أنواع الجفاء مع الطلبة أن الجفاء لا يفيد في شيء. أنا لا أحب الجفاء بل أحب المحبة والطاقة الايجابية. الجفاء يخلق نوع من أنواع التباعد. فكلما صدرنا طاقة ايجابية للطلبة كلما أخذنا نحن كأساتذة ضعف تلك الطاقة فهم يشاركوني حياتهم وأنا أشاركهم حياتي فذلك لا يكون عن طريق الجفاء. فعلاقة الجفاء لن تخلق إنسان ولكن يمكنها أن تخلق طالب تلقن بعض الدروس. ونحن لا نريد ذلك لكن نريد إنسان حقيقي سليم نفسياً وشعورياً. علي الأستاذ أن يقرب من الطلبة ويخلق مساحة حب وتفاهم بينه وبينهم فذلك سوف يعود عليه بحبهم واحترامهم له وليس العكس كما يري بعض الأساتذة
الأستاذة الجامعية وكفي. أشرف وأنبل مهنة علي وجه الأرض. افخر أنني استطعت أن أحقق حلمي. حلمي أن أري جيل من الأستاذات يحققوا أحلامهم وكنت درست لهم في يوم من الأيام. فرحتي كانت الأيام السابقة كبيرة جداً عندما أري مترجماً في السفارة الاسبانية ويقول لي "أنت التي درستي لي في الفرقة الرابعة وأنا الآن مترجم السفير" أو عندما تسافر احدي الطالبات إلي روسيا وتتخصص في الأدب المقارن و أنا السبب
فرحتي تكون كبيرة جداً عند الاحتفال باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة ويقابلني "محمود أنور" أحدث معيد في قسم اللغة الاسبانية الذي درست له ويقول لي "انتي فرقتي كتير أوي في حياتي" لأنه كفيف
MY OWN GRADUATION PROJECT
حكاية نقل 22 مومياء ملكية لأعظم ملوك وملكات مصر من المتحف المصري بالتحرير للمتحف القومي للحضارة المصرية في موكب ملكي مهيب أبهر العالم كله وكأن مصر بتقول بأعلي صوتها .. أنا مصر!! من غيري ميزان الدنيا ده يختل!!
تم اكتشاف أغلب المومياوات اللي اتنقلت في خبيئتين، خبيئة الدير البحري واللي موجودة داخل مقبرة بالجبل بالدير البحري غرب الأقصر وتم بالفعل الإعلان عن اكتشافها سنة 1881م
والخبيئة الثانية هي خبيئة الملك أمنحتب الثاني واللي موجودة بوادي الملوك بالأقصر وتم بالفعل الإعلان عن اكتشافها سنة 1898م
المصريين القدماء كانوا بيعتقدوا في خلود الروح وحياتها الأبدية بعد الموت وده كان ورا براعتهم واهتمامهم بفنون التحنيط وحفظ المومياوات
التحنيط مقتصرش بس علي الأجسام البشرية، لكنهم حنطوا كتير من الحيوانات وده بيرجع لمكانة الحيوانات المقدسة عند قدماء المصريين
ومع التقدم اللي العلماء وصلوله وكم المومياوات اللي اكتشفوها، هيفضل برده سر التحنيط لغز مدفون مع المومياوات، حير العلماء لسنين طويلة
مومياء الملكة حتشبسوت هي من ضمن المومياوات في الموكب الملكي .. الملكة حتشبسوت هي صاحبة معبد الدير البحري بالأقصر واللي بيعتبر معجزة معمارية بمعني الكلمة .. حتشبسوت كانت من أشهر ملكات مصر وكان بيطلق عليها جميلة الجميلات
وكمان من ضمن المومياوات الملكية في الموكب الذهبي .. مومياء الملك أمنحتب الثالث وزوجته الملكة تي .. الملك أمنحتب الثالث هو أقوي ملوك الدولة الحديثة واشتهر عهده بعصر الدبلوماسية السياسية
الملك رمسيس الثاني هو أشهر مومياء في الموكب الملكي وهو ابن الفرعون المحارب الملك سيتي الأول. الملك رمسيس الثاني هو صاحب أقدم معاهدة سلام في التاريخ ووريث عرشه هو الملك مرنبتاح
مقبرة رقم 8 بوادي الملوك هي مقبرة الملك مرنبتاح واللي بتعتبر أبرز المقابر الفرعونية في وادي الملوك
الملك مرنبتاح هو والد الملك سيتي الثاني وبترجع لعهده واحدة من أهم القطع الأثرية علي مستوي العالم وهي لوحة النصر
مومياء الملك سبتاح كانت من ضمن المومياوات في الموكب الملكي وهو أصغر فرعون مصري تولي حكم البلاد
تم العثور علي مومياء الملك سبتاح في خبيئة الملك أمنحتب الثاني ومقبرته هي مقبرة رقم 47 بوادي الملوك
وكمان من بين المومياوات في الموكب الملكي مومياء الملك رمسيس الثالث واللي حكم مصر حوالي 30 سنة وهو صاحب لقب الفرعون المحارب وده بيرجه لاستراتيجيته العسكرية القوية
الملك رمسيس السادس هو حفيد الملك رمسيس الثالث وتعتبر مقبرته بوادي الملوك تحفة فنية بمعني الكلمة
الملك رمسيس التاسع هو حفيد الملك رمسيس الثالث وهو ثامن ملوك الأسرة العشرين واللي بتقع مقبرته في الوادي الشرقي بوادي الملوك
الملك تحتمس الثالث هو صاحب الامبراطورية العسكرية لمصر القديمة وده بيرجع لعبقريته في تاريخ العسكرية علي مر العصور
مومياء الملك أمنحتب الثاني كانت من ضمن المومياوات اللي اتنقلت واللي كان معروف باسم الملك الرياضي والحرب كانت رياضته المفضلة
من أبرز المومياوات اللي اتنقلت .. مومياوات أسرة الملك سقنن .. الملكة أحمس نفرتاري وابنها الملك أمنحتب الأول
الملك سقنن رع هو أول من بدأ حرب التحرير ضد الهكسوس واللي انتهت بانتصار ابنه الملك أحمس الأول
هنا كانت نهاية الرحلة اللي قامت بيها المومياوات الملكية .. في المتحف المصري بالتحرير .. نقطة انطلاق الموكب الملكي
معني البعث والخلود دلوقتي بقي بمنظور تاني .. المعني اللي كنا فاهمينه .. إن المصريين القدماء يرجعوا الحياة من تاني .. لكن المعني الحقيقي اللي كانوا يقصدوه .. هو الخلود .. الخلود مهماً مر عليهم وقت هيفضلوا ملوك .. وهيمشوا علي الأرض اللي حكموها لسنين طويلة بنفس هيبتهم
RADIO MAKES ME FEEL FREE TO TALK
كل يوم حكاية هو برنامج بيحكي كل يوم .. حكاية جديدة .. في الحكايات اللي فاتت .. حكيت لكم حكاية القهوة وازاي هي بتحلي مرارة الأيام والحكاية اللي قبلها .. كلمتكم عن هوايتي المفضلة .. إنما في حلقة انهاردة أنا مش جاية احكي حكايات .. لكن جاية اكلمكم عن ناس موجودين في حياة كل واحد فينا .. جاية انهاردة اكلمكم عن ال FIGHTERS
FIGHTERS في ناس كده مخلوقين
مخلوقين عشان يحاربوا ويجاهدوا وينتصروا علي الشر في الآخر
بس قبل أي حاجة عزيزي ال FIGHTER
CHOOSE YOUR FIGHT
اختار حاجات وأشخاص يستاهلوا فعلاً تحارب عشانهم .. مش أي حاجة تستاهل المعافرة علي فكرة .. يا إما بقي هتدخل الحرب وفجأة هتقول .. مش لاعب،
فمن أولها كده عزيزي الFIGHTER
CHOOSE YOUR FIGHT
في حاجات كده هتقول عليها من الأول .. لا .. انا مش هخش الخناقة دي .. وحاجات تانية هتحس من أولها إنك مرتاح وشايف الطريق قدامك منور
هيوديك في حتة تانية خالص
إحساس المعافرة نفسه إحساس تاني خالص .. تعافر وتوصل
بس افكرك اختار حاجات فعلاً تستاهل المعافرة
اعزائي الFIGHTERS
اتمني لكم نهايات سعيدة واشوفكوا في حلقة جديدة من برنامجكم كل يوم حكاية
مع علا يوسف